|
يا نفس مالك تسأليــن يانفس مالك تبحثين أين السعادة والهنـــا إنّ السعادة في اليقين يــوم بنا حلو يمــر ويمر يوم بعد مــر دنيا فليست تستقـــر ولتسألي من تعرفين فإذا رضيت بأمرهــا وبحلوها وبمرهــا وبيسرها وبعسرهــا فلربما تستروحيـن
ربي كما الطير اهتـدى ما الفجر للدنيا بـــدا فالأرض واسعة المـدى والعزم طبع المؤمنيــن ومن السعادة والهنــا أن تبذلي ما أمكنــــا أن تسعفي أهل الضنـا أن تمسحي دمع الحزين
كم مرّ قلب من هنـا ظنّ السعادة في الغنــى وصحى ليلقى ما بنى وهماً ولكن بعد حيــن حكم القضا فينا مضى فارضي بما حكم القضـا إنّ السعادة في الرضا بقضاء رب العالميــن أنت الهناء لقلبي حين أذكـــره أنت الضياء لعيني حين ألقــاه أنت الأمان لنفسي من قلاقلهــا وأنت للروح أنسي لست أنسـاه وأنت يا سيدي البشرى بأكملهـا وأنت فرحة قلبي حين تغشــاه وأنت نور لمن قد طال ليلهــم وأنت هدي لمن ضلوا ومن تاهوا وأنت عين جمال الكون إن نظرت عين جمالاً رأتك العين معنــاه وأنت يا أيها المختار ســيدنـا وليس يفزع من قد كنت ملجـاه الدنيا غرورة بزينتهــا والقلب شغوف بزخرفها النفس تتوق لرؤيتهــا تنقاد إليهـا بهمتهــا العين مناها ما مــلأت من تبر الأرض وفضتها عمْرٌ يستولي على النفس ما تشبع إلا بتربتهــا يا قلب الدنيا فاحفظهــا تستولي عليك بفتنتهـا والعقل الواعي يعرفهـا لا تحفظ عهد مودتهـا الدنيا لا تأمَنْ غدرتهــا ولا بطيب معيشتهــا فاقنع بقسمتـك منهــا فرَوحُ النفس قناعتهـا
|
تصميم |